المُتَوكِّلْ بَنْ الأَفْطَسْ: ملك بَطَلْيَوْس أخْبَارهُ .. وَمَا تَبَقَّى مَنْ نَتَاجِهُ الأدَبِي

المؤلفون

  • أ.م.د. عارف عبد الكريم مطرود جامعة البصرة/ كلية الآداب

الكلمات المفتاحية:

الاندلس، المتوكل، بطليوس، الشاعر الاديب

الملخص

لقد أشادَ أهْل الأندلس برجالٍ ذُكروا عِبْرَ مصادرهم الأندلسية التاريخية والأدبية الكثيرة لِمَا قدَّموه من مُنْجزات علميَّة وأدبية تُشرِّف مراحل عصورهم، ولمْ يُشْغِلهم عن ذلك حتى الجهاد والدفاع عن وطنهم ، ومن هؤلاء الأفذاذ المتوكِّل على الله بن الأفطس، الذي قال فيه ابن الخطيب: "كان المتوكل مَلِكاً عَالي القدر، مشهور الفضل، مثلاً في الجَّلالة والسّرور، من أهْل الرَّأي والحَزْم والبَلاغة، وكانت مدينة بطليوس في مُدَّتِه دار أدَب وشعر ونحو وعلم"، ومن قبل قال المراكشي في ابيه وفيه: "كان المظفر هذا أحرص الناس على جمع علوم الأدب خاصة من النحو والشعر ونوادر الأخبار وعيون التاريخ، انتخب مَّما اجتمع له من ذلك كتاباً كبيراً ترجمه باسمه ... وكان لابنه المتوكِّل قَدم راسخة في صناعة النظم والنثر، مع شجاعة مفرطة وفروسية تامة، وكان لا يُغِبُّ الغزو ولا يشغله عنه شيء" ... درس الباحث هذه الشخصيّة الأندلسيّة التي ذاع صيتها في عصر الطوائف بين أدباء ومؤرخي الأندلس، وكانت الدراسة وفق الآتي: الاطلاع على سيرة حياته وأخباره بشكل عام من خلال مصادر تاريخ الأندلس وأدبه، ثم لَمْلَمت كلّ ما ضَمَّته تلك المصادر من نتاجه في الشعر والنثر، عندئذ القيام بترتيب مجموع شعره ونثره كل على حده، ففي الشعر كان الترتيب وفق تسلسل الحروف الأبجدية للقوافي مع تثبيت تخريج النصوص مع ذكر اختلاف الروايات إنْ وجدت ، وشرح ما يتطلب شرحه دخل نص وما يتعلَّق به، أمَّا في مجموع نثره فكان الترتيب وفق تسلسل نصوصه المعنونة، ثم ترقيم كلّ نصٍ نثري، مع تثبيت تخريج النصوص مع ذكر اختلاف الروايات إنْ وجدت، وشرح ما يتطلب شرحه أيضا في كلِّ نص،  وأخيراً جاءت قائمة الهوامش وذكر مضان المصادر والمراجع.

المراجع

* ذلك ما أشارت إليه المصادر الآتية:
- الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة: لأبي الحسن عليّ بن بسَّام الشنتريني، تحقيق: د. إحسان عبّاس (دار الثقافة) بيروت، 1417هـ-1997م ، ق2، م2، ص646.
- قلائد العقيان ومحاسن الأعيان: الفتح بن محمّد بن عبيد الله القيسي الاشبيلي، الشهير بـ ابن خاقان، تحقيق: د. حسين يوسف خريوش، (مكتبة المنار)، ط1، 1409هـ-1989م، ص120.
- الإحاطة في أخبار غرناطة: لسان الدين ابن الخطيب، تحقيق: محمد عبد الله عنان، (مكتبة الخانجي) القاهرة ، ط2/ 1393هـ-1973م، 2/42.
- خريدة القصر وجريدة العصر، قسم شعراء المغرب والأندلس: عماد الدين الأصفهاني، تحقيق: آذرتاش آذرنوش، نقحه وزاد عليه: (محمّد العروسي المطوي، الجيلاني بن الحاج يحيى، محمّد المرزوقي)، (الدار التونسية للنشر)، ط2، 1986م، 2/356.
- الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة: محمّد بن محمّد بن عبد الملك الأنصاري الأوسي المراكشي، تحقيق: د. إحسان عباس، دار الثقافة، بيروت، ط1، 1973م، 3/389.
- نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب وذكر وزيرها لسان الدين بن الخطيب: أحمد بن محمّد المقّري التلمساني، تحقيق : د. إحسان عبَّاس، (دار صادر) بيروت، 1388هـ-1968م، 1/442.
- الحُلَّة السِّيرَاء: 2/96.
- المُطْرِب من أشعار اهل المغرب: لأبي الخطاب عمر بن حسن بن دحية ، تحقيق: إبراهيم الأبياري. د. حامد عبد المجيد. د. أحمد بدوي، وراجعه د. طه حسين، (المطبعة الأميريّة) بيروت، 1374هـ- 1955م ، 2/22.
- المُغْرب في حُلَى المغرب: لأبي الحَسَن عَليّ بن مُوسى بن سَعيد الأنْدَلسيّ، حقَّقه: د. شوقي ضيف، (دار المعارف) مصر، ط4، د. ت، 1/364.
- رايات المُبرَّزين وغايات المُميَّزين: لأبي الحسن علي بن موسى بن سعيد الأندلسي، تحقيق: د. محمد رضوان الدَّاية، (دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر) دمشق، ط1، 1987م، ص95.
- المُعْجِب في تلخيص أخبار المَغْرب: مُحيي الدِّين عبد الواحد بن علي التميمي المراكشي، ضبطه وصححه وعلَّق حواشيه وأنشأ مقدمته: محمّد سعيد العريان ومحمّد العربي العلمي، (مطبعة الاستقامة) القاهرة، ط1، 1368هـ- 1949م، ص87.
- مسالك الأبصار في ممالك الأمصار: لابن فضل الله العمري، تحقيق: كامل سلمان الجبوري، (دار الكتب العلميّة) بيروت، ط1، 2010م، 13/29.
- تاريخ اسبانية الإسلامية أو كتاب أعمال الأعلام في منْ بُويع قَبْل الاحتلام من ملوك الإسلام: لذي الوزارتين لسان الدين بن الخطيب السلماني، تحقيق وتعليق: إِ.ليفي برُوفنسال، دار المكشوف، بيروت، ط/2، 1956م، ص180.
- الوافي بالوفيات: صلاح الدِّين خليل بن ايبك الصَّفدي، تحقيق واعتناء: أحمد الأرنأووط وتركي مصطفى، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط/1، 1422ه/2001م، ص75.
- فوات الوفيات والذيل عليها: محمَّد بن شاكر الكتبي، تحقيق: د. إحْسان عبّاس، دار صادر، بيروت ، د.ت، 3/155.
- الشعر الأندلسي بحث في تطوره وخصائصه: إميليو غرسية غومس، ترجمة: د. حسين مؤنس، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، ط 2، 1956م، ص45.
- الأعلام، قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين: خير الدين بن محمود بن محمّد بن علي بن فارس الزركلي الدمشقي، (دار العلم للملايين) بيروت، ط15/2002م، 5/60.
*التَّجِيبي: بنو تُجِيْب بضم التاء وكسر الجيم وسكون الياء المثناة من تحت ثمَّ ياء موحَّدة، بطن من كِنْدة، وهم بنو أَشْرَس بن شبيب بن السَّكون بن كندة، وللمزيد عن هذا النسب، يُنظر بحث: أبو حَفْص، عُمَر التُّجَيْبِيّ المَالقيّ، شاعر المعتصم بن صُمادح، كان حيَّا سنة 440هـ "جمع آثاره"، د. عارف عبد الكريم مطرود، مجلة آداب ذي قار، العدد 28 القسم الأوّل، 2018 م، ص278، ولكن للعلم أنَّنا لمْ نجد ذكرا لبني الأفطس بين التجيبيين الأندلسيين الذين ذكرهم ابن حزم في الجمهرة. ينظر: جمهرة أنساب العرب: لأبي محمّد علي بن سعيد بن حزم الأندلسي، تحقيق: إ. ليفي بروفنسال، (دار المعارف) مصر، د.ت.
**بَطَلْيَوْس مدينة إسبانية تقع في منحنى نهر وادي آنة على مقربة من الحدود البرتغالية وهى مدينة كبيرة عتيقة الطراز تجوز إليها فوق قنطرة حجرية عظيمة طولها 500 متر وترجع إلى العصر الروماني ثم جددها المسلمون بعد ذلك، ولقد كانت بطليوس حتى منتصف القرن الثاني الميلادي خراب لمْ يعنِ بها المسلمون حتى اضطرام فتنة عبد الرحمن بن محمّد بن مروان المعروف بالجليقي الثائر بماردة وبناها وحصنها في سنة 875م وامتنع بها حيناً، وفي عهد أمير الأندلس الأموي عبد الله بن محمّد بن عبد الرحمن أعلن الجليقي الطاعة وعاونه الأمير بالرجال والمال لتجديد بطليوس فبنى بها الجامع ومسجداً داخل القصبة، وهكذا قامت بطليوس كقاعدة أندلسية جديدة تحتل من ذلك الحين مكانها في تاريخ الأندلس، وعند انهيار الخلافة الأموية وقيام دويلات الطوائف كانت بطليوس قاعدة إمارة مستقلة في ظل بنى الأفطس الذين تملَّكوا بطليوس وما حولها سبعين عاماً 1022م– 1094م، ولكن لقيت مصيرها القاسي سنة 626ه حين احتلها الفونسو التاسع ملك ليون، للمزيد عنها يُنظر: آثار البلاد وأخبار العباد: ص506، الآثار الأندلسيَّة الباقية في اسبانيا والبرتغال، دراسة تاريخيِّة أثريِّة: ص350 وما بعدها، الرّوض المعطار في خبر الأقطار: ص93، معجم البلدان: 1/447، نزهة المشتاق في اختراق الآفاق: ص286، صفة جزيرة العرب، منتخبة من كتاب الروض المعطار في خبر الأقطار: ص46، بلدان الأندلس في أعمال ياقوت الحموي الجغرافية (574-626هــ/1178-1229م) دراسة مقارنة: د. يوسف أحمد بني ياسين، (مركز زايد للتراث والتاريخ) العين، الإمارات العربية المتحدة، ط/1، 1425هــ-2004م، ص257، الحُلل السُّنْدُسيّة في الأخبار والآثار الأندلسيَّة: شكيب أرسلان، (المطبعة الرحمانية) مصر، ط1/ 1355هـ-1936م،1/88.
***يُنظر: تاريخ ابن خلدون المُسمَّى ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر: عبد الرحمن بن خلدون، ضبط المتن ووضع الحواشي والفهارس: الأستاذ خليل شحادة ، مراجعة الدكتور: سهيل زكار، دار الفكر: بيروت، د. ط، 1421هـ- 2000م، 4/205.
****بنو مَسْلة أو بنو الأفطس: هم سُلالة أمازيغية حكمت مدينة مملكة بطليوس في الأندلس خلال عصر ملوك الطوائف، منذ عام 413 حتى 488 هـ/1022- 1094م، تنسب إلى مؤسسها عبد الله بن محمّد بن مسلمة المعروف بابن الأفطس ، من قبيلة مكناسة الأمازيغية النازلة بفحص البلوط شماليّ قرطبة. ويقال: إنَّ معنى بني الأفطس هو " بنو القِردِ " وهو اسم اشتهر به عبد الله، وقد كان بنو الأفطس ينسبون أنفسهم إلى بني تجيب، ويعد مؤسس هذه السلالة المنصور عبد الله بن الأفطس من كِبار رجالات الخليفة الأموي الحكم الثاني، واقتطع لنفسه إمارة بطليوس بعد أفول الخلافة في قرطبة، وتمكن بنو الأفطس بعدها من تملك غرب إسبانيا وأجزاءٍ من البرتغال لفترات متفاوتة ، ومن المدن الهامة التي ضمُّوها إلى مملكتهم يابرة وقورية، على مدى ثلاثة أجيال من الحُكَّام هم عبد الله المنصور (413-437 هـ/1022-1045م)، فمُحمّد المظفر (437-461 هـ/1045-1065م)، ثمَّ عُمر المُتوكَّل (464-488 هـ/1065-1094م).
تمتَّع بنو الأفطس بثقافة عالية وعلم كثير، فكانوا من رُعاة الشعر والأدب والعلوم، وكانت بينهم وبين بني عبَّاد حُكّام إشبيلية حروب كثيرة، انتهت باستيلاء بني عبَّاد على جزء كبير من مملكة بني الأفطس، عندئذ ضَعُفَتْ دولة بني الأفطس في آخر أيامها ، وأصبح حكامها يؤدون الجزية إلى مملكة قشتالة، ورغم أن آخر حكامهم المتوكل قد خاض معركة الزلاقة مع باقي ملوك الطوائف والمرابطين ضدَّ قشتالة، إلَّا أَنَّ المرابطين انقلبوا عليه فيما بعد، فحاصروا بطليوس وأسقطوها، ثم أسروه وأعدموه في عام 488هـ/1094م. للمزيد عن تفاصيل هذه الأسرة، يُنظر: البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب: ابن عذارى المراكشي، أبو العباس أحمد بن محمّد، تحقيق: ج.س.كولان وإ.ليفي بروفنسال، (دار الثقافة) بيروت، ط3/1983م، 3/235 و236، الإحاطة في أخبار غرناطة: 4/42؛ تاريخ الفكر الأندلسي: انخل جنثالث بالنثيا، ترجمة: د. حسين مؤنس، (مكتبة الثقافة الدينيّة) القاهرة، د.ت ص117، دولة الإسلام في الأندلس، دول الطوائف: ص80-94؛ البيوتات الشعرية في الأندلس في القرن الخامس الهجري: أكرم مُحمّد العسوفي، رسالة ماجستير، جامعة مؤته، عمادة الدراسات العليا، قسم اللغة العربية، 2005م، ص9.
1- يُنظر: البيان المغرب: 3/202،203، وكذلك 235 وما بعدها، دولة الإسلام في الأندلس: 2/81-93، نفحُ الطِّيب: 1/442، الذخيرة: ق2م2، ص640، وما بعدها، نفح الطيب: 3/380، 381 .
2- يُنظر: فضائل الأندلس وأهلها: ابن حزم وابن سعيد والشقندي، تحقيق: د. صلاح الدين المنجد، دار الكتاب الجديد، ط1، 1968م، ص35، المُعْجب: ص75، الذخيرة : 2/60، 4/640، 641، البيان المغرب: 3/236، 237، أعمال الأعلام: ص183، 184.
3- يُنظر: فضائل الأندلس وأهلها: ص35.
4- سير أعلام النبلاء: شمس الدين مُحمّد بن أحمد بن عثمان الذَّهبي، حققه وخرَّج أحاديثه وعلَّق عليه: شعيب الأرنؤوط، ومُحمّد نعيم العرقسوسي، (مؤسسة الرسالة) بيروت، ط1، 1405هـ- 1984م 18/595 .
5- قصة المتوكل ووصوله الى سدَّة الحكم تحدَّثت عنها كُتب التاريخ والأدب الأندلسي، يُنظر على سبيل المثال: دولة الإسلام في الأندلس: دول الطوائف منذ قيامها حتى الفتح المرابطي، الفصل الرابع: [بنو الأفطس ومملكة بطليوس]: 2/81-93، تاريخ اسبانية الإسلامية أو كتاب أعمال الأعلام: 180 وما بعدها، الحُلَّة السِّيرَاء: 2/96-108.
6- الأعلام ، قاموس تراجم: 5/60.
7- المُعْجب في تلخيص أخبار المغرب : ص128.
8- الذَّيل والتَّكملة لكتابي الموصولِ والصَّلةِ : 3/389 .
9- تاريخ اسبانية الإسلامية أو كتاب أعمال الأعلام : ص185 .
10- قلائِدُ العقيان ومحاسن الأعيان: ص120.
11- المغرب في حلى المغرب: 1/364 .
12- يُنظر: قلائد العقيان، ص45، 46، والإحاطة في أخبار غَرْنَاطَة 4/45، 46 .
13- مسالك الأبصار: 13/29.
*عُمر بن أحمد بن عبد الله بن عطيون التجيبي الطليطلي، أبو الخطاب. من الوزراء الكتَّاب، يُنظر في ترجمته: المغرب في حلى المغرب: 2/16، الذخيرة: 3/773-776 .
14- المغرب في حلى المغرب: 2/16 .
15- المُعْجب في تلخيص أخبار المغرب: ص75 .
16- المطرب من أشعار أهل المغرب: 2/22 .
17- الإحاطة في أخبار غرناطة: 2/45.

التنزيلات

منشور

2020-12-12

إصدار

القسم

المقالات