حرية الاعتقاد في الاسلام واثرها في تعزيز السلم المجتمعي

الملخص

يهدف هذا البحث المتواضع الى التعريف ولو بالنزر القليل في موضوعه حرية الاعتقاد في الاسلام والمساهمة في الوقوف على مجمل عموم هذا الحق الذي اعطاه الاسلام للفرد المسلم وغير المسلم ومديات تلك الحرية وفقاً للشريعة نفسها..

لاسيما ان هذا البحث قد طرح بعض الاسئلة ضمناً من خلال البحث نفسه منها حدود حرية الاعتقاد في الاسلام وما هي الاسس التي تقوم عليها بعباره اخرى ما هي ضوابط تلك الحرية زيادة على مدى فسحة الحرية للاخر غير المسلم...

لقد قمت في هذا البحث المتواضع بتدرج منهجي في نطاق المنحنى التاريخي للاحداث وذلك لان مدار البحث هو تاريخ اسلامي ...

ولعل اهم النتائج التي توضحت لي من خلال هذا البحث ان الحرية في الاسلام واقع فعلي يدور في فلك الشرع والتشريع بالنسبة للمسلمين ...

من جهة اخرى فأن غير المسلمين يتمتعون بحرية تتصف بسمه التوازن واحترام الشرع فضلاً عن مشاعر المسلمين الذين يعدون الاغلبية في ديارهم.

وظلت حرية الاعتقاد حق  لا غبار عليه عاشته الطوائف والملل في دار الاسلام ...

وظلت تلك الاقليات الدينية والعرقية تنعم بالعيش الرغيد والتسامح من المسلمين وان ما حصل عبر التاريخ من تعد على هذه الطوائف والاقليات كان ولا زال لا يعبر عن روح الاسلام الحقيقية بل كان يمثل الحكام انفسهم ولا نستطيع بكل الاحوال ان نضعه على الاسلام...

(*) الجامعة المستنصرية/ كلية التربية

المقدمة

مثل هذا البحث (حرية الاعتقاد في الاسلام وأثرها في تعزيز السلم المجتمعي) محاولة متواضعة لبيان وتبيان ظاهرة بل قضية اساسية طالما ظلت مدار الحوار السلبي والايجابي في ذلك .... وقد حاولت من خلال هذا البحث أن اعبر عن وجهة نظري المتواضعة وأبين حقيقة ذات اهمية بائنة للعيان يعترف بها الداني والقاصي ويقربها الصديق والعدو مفادها أن أصل الدين بل هدف الاديان الحقيقي هي تحقيق السعادة والتوازن مع الطبيعة والحياة ولما كان الاسلام بمنظومته الفكرية التشريعية واحكامه الثابتة، فضلاً عن حضارة العظيمة لا يأنف من الحرية وممارستها طالما ظلت هذه الحرية لا ترتطم بجدار السلم الاهلي ولا تدخل في مساس مشاعر الاخرين .... ضمن الشروط واللوائح المعمول بها في ارقى المجتمعات المدنية ... فالحرية التي تمتع بها اهل الاديان الكتابية والوضعية مسار اعتزاز تاريخي واضح وهي من حقائق الاسلام البديهية على الرغم من أن في كل تواريخ العالم هناك حالات شاذه من هنا وهناك بيد أن كل ذلك لا يرجع على الاسلام نفسه بل الى سوء فهم النصوص الامر الذي ولد في العصر الحديث مصطلح الاسلام التاريخي والذي ليس له صورة في الاسلام الحقيقي لأنه يعبر عن امزجة الحكام المسلمين وفهمهم الخاص للدين... وهذا ليس له أصل في المنظومة الفكرية للإسلام التي عنوانها المحبة والتسامح والعيش الكريم في ظل عدالة اجتماعية حقيقية تعبر عن وجهة نظر انسانية حقيقة بأنسانيتها لأجل تحقيق الهدف الاسمى لهذا الانسان الذي هو خليفة الارض ... تطرقت في هذا البحث الى الحرية لغةٍ واصطلاحاً وابعاد هذه الحرية في الاسلام موضحاً انسانية الاسلام ومبيناً موقف الاسلام من الحريات متخذاً من الحرية السياسية انموذجاً (المعارضة, الحوار) ومستعرضاً موقف الاسلام من الديانات الكتابية (اليهودية, النصرانية).