اقتصاد السوق في مصر في العصر الفاطمي (358-567هـ/968-1171م)

الملخص

الملخص

ارتبط ظهور مفهوم السّوق مع تطور النشاطات الاقتصادية وعمليّات التجارة الناتجة عن تقسيم الأعمال، فاعتمد الإنسان على الإنتاج من أجل إشباع حاجاته ضمن وحدة العائلة والمُجتَمع المصغّر، ومع مرور الوقت ازدادت القدرات البشريّة الإنتاجيّة، مما أدى إلى ظهور فائض في الاقتصاد ساهم في اكتشاف مفهوم المُقايضة (المُبادلة) بين السلع قبل استخدام المال في المراحل المُتقدّمة.

تعود اهمية السوق في مصر في العصر الفاطمي من اجل بيان الاثر الاقتصادي له في ازهار البلاد ورخاءها اقتصادياً. اذ غدت قوافل التجار تروح وتجيء حاملة منتجات الشرق والغرب وأقيمت الأسواق العامرة بمختلف السلع وانشأت القياسر والفنادق والخانات والوكالات التجارية وغيرها من المؤسسات الاقتصادية. وشكلت الأسواق المرأة الصادقة لواقع اقتصاد السوق، باعتبار أن الأسواق بما تحويها من كثافة بشرية، هي المؤشر الذي يظهر مدى ما تتمتع به البلاد من الرخاء والكساد، الأمن والانضباط أو الفوضى والاضطراب، بل أن الأسواق تظهر مدى تجاوب العامة مع السلطة الحاكمة سلباً أو إيجاباً، وكل هذا يعطي مؤشراً عن قوة الدولة وسيطرتها أو ضعفها وتخاذلها.