القلب المكاني في شروح نهج البلاغة
الكلمات المفتاحية:
الامام علي، بلاغةالملخص
إنّ ظاهرة القلب المكاني ظاهرة لغوية واضحة في العربية ولا يصحّ انكارها ، ونحن نلحظها كل يوم في لغة الأطفال الذين لايستطيعون نطق الألفاظ الكثيرة التي يسمعونها فيقلبون بعض حروفها مكان بعضها الآخر . ويمكن تلمس شيوع هذه الظاهرة أيضاً في اللهجات العامية المعاصرة ، فالعراقي مثلاً يقول : ( زميج ) في ( مزيج ) للخليط من التراب والسماد ، والمصري يقول : ( جواز ) في ( زواج ) وغير ذلك ([i]) ، وقد حاول البحث ــ في الغالب ــ تفسير ميل الأصوات إلى تبادل مواقعها في السلسلة الكلامية اعتماداً على التقارب المخرجي أو التقارب في الصفات الصوتية أو نظرية الصوت الأقوى ، وهذا راجع أيضاً إلى ميل المتكلم لبذل أقل جهد ممكن في النطق . ومن خلال الأمثلة التي سَاقها شرّاح النهج يبدو ان القلب في الغالب يحدث اعتباطاً دون قاعدة محددة يسير عليها سوى رغبتهم في تخفيف اللفظ ، فالناطق بفطرته يميل إلى السهولة في الكلام فيُقدِّم بعض الأصوات في الكلمة ويُؤخِّر أخرى ، هذا إن وقع القلب في اللهجة الواحدة ، أمّا إذا كان كلٌّ من صورتيه لهجة قبيلة فلا يرى الخليل فيه قلباً ([ii])